الذكاء الاصطناعي يكتب الشعر والنثر في العدد الأول من ديوان راقمون

تجربة جديدة وفي غالية الأهمية دشنها العدد الأول من ديوان راقمون الذي يشرف عليه أ.د عبدالرحمن المحسني، نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وأستاذ الأدب والنقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية/ جامعة الملك خالد.

سنجد في الديوان قصائد شعرية ومقطوعات سردية كتبها الذكاء الاصطناعي بإشراف بشري، وهو ما يمثل تجربة جديدة في الأدب العربي.

يقول الدكتور عبدالرحمن المحسني في مقدمة هذه التجربة الرائدة من نوعها:

ننطلق في العدد الأول من (ديوان راقمون)  من رؤية أن الإنسان لم يعد وحده سيد النص والإبداع؛ فبعد الذكاء الاصطناعي أصبح يشترك معه هذا الذكاء في الكتابة الإبداعية شعرا وسردا.

بدأ الذكاء الاصطناعي التجريب النصي بمحاولات الإنسان استنطاق الآلة لتكتب نصا إبداعيا من حوالي منتصف القرن العشرين بتجارب أمثال ثيو لوتز وناني بالستريني في أوربا ، وبريون جيزين في أمريكا وغيرهم ولكن نص الذكاء  تطور كثيرا بعد( شات جي بي تي) نهاية عام ٢٠٢٢ ومطلع ٢٠٢٣ ، فرأيناه يكتب نصا إبداعيا يتطور بصورة كبيرة في كل مرة ومع كل منصة تدعمه بالبيانات حتى بات في نظرنا منافسا للنص الإنساني، بما يستدعي الالتفات لنصه، ودفعنا لإنشاء هذا الديوان . وننبه إلى الآتي:

١- ضرورة سن قوانين عاجلة لحفظ نص الذكاء الاصطناعي من التداخل مع نص الإنسان ما يؤدي إلى تداخل أنساب النص المعاصر فيصعب فصلها مستقبلا. لذا ندعو في راقمون إلى ضرورة هذا التمايز بين التجربة الإنسانية الصرفة وتجارب التوليد من نص الآلة الذكية. وهذا واضح في رسالة راقمون حين إنشاء فكرة هذه الديوان.

٢- الإيمان بأن نص الذكاء الاصطناعي نص يملكه الذكاء والموقع أو المنصة التي أنتج عليها، ولا يحق الاعتداء عليه بنسبته إلى غيره. وإن تذرع أحد بأن الذكاء يعتمد على بيانات الإنسان فالرد عليه أن الإنسان المبدع  نفسه ليس أكثر من مجموعة مبدعين قبله!.

٣- نؤكد دائما على ضرورة تقنين الذكاء  الاصطناعي والحد من خطورته على الوجود الإنساني،  لكننا نعتقد فيما يتعلق بالأدب والنص أنه الأقل خطورة؛فمهما بلغ إبداع الذكاء سيقى نصا منافسا لا يلغي المبدع الإنسان بل يحفز الإبداع الإنساني لمناطق إبداعية جديدة منافسة.

يهدف ديوان راقمون إلى خلق مساحة للتجريب والاحتفاظ بأفضل التجارب في هذا الديوان . وبطبيعة الحال نحن نتخير أفضلها مع القناعة أنها في هذه المرحلة قد لا تتفوق على تجارب الإنسان،  ولكنها تعطي إشارة واضحة  إلى مبدع جديد وناقد، ونتأمل أن تكون التجارب النصية العربية القادمة أكثر نضجا وجمالية فنية.

وننبه هنا إلى أن كل ما في هذا الديوان هو عمل الذكاء الاصطناعي ولم يقم (المنتج/ الإنسان)  سوى بالأسئلة والطلب من الذكاء أن يفعل ففعل وقدم ما في هذا الديوان من نص وتحليله وكذا الصور المصاحبة للنصوص.

أشكر في الختام زملائي في هيئة تأسيس راقمون وديوانه الأستاذة الباحثة عائشة القحطاني مشرفة الإنتاج،  والأستاذ الشاعر إبراهيم نجمي مدير تحرير الديوان ، كما نشكر مشرفة الإخراج للديوان  الأستاذة جميلة الشعلان. ونرجو أن يرسم هذا الديوان خطا فنيا نصيا يسهم في دعم النص الأدبي المعاصر من خلال هذه التجارب النصية للذكاء الاصطناعي، وسنتابع بإذن الله تحديث هذا الديوان بالنصوص والتجارب في أجزاء قادمة إن شاء الله.

شكرا لجميع المبحرين معنا  في هذا الديوان الذين تفاعلوا  مع دعوة راقمون لإنشاء هذه المساحة النصية بتقديمهم  تجاربهم  في إنتاج نص الذكاء الاصطناعي . وستبقى هذه التجارب محفوظة لديوان راقمون وللمبحرين معنا، وميدانا للباحثين في هذه المسارات المتجددة من الإبداع.

والله الموفق

المشرف العام على  (ديوان راقمون)

أ.د.عبدالرحمن بن حسن المحسني

أستاذ الأدب والنقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية/ جامعة الملك خالد

نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب

عضو مؤسس لجمعية الأدب بوزارة الثقافة السعودية