أخبار الاتحاد
29/08/2023
3:07 am
بيت الشعر بالشارقة يستضيف القطراوي ورفعت والحويجة
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، وبحضور لافتٍ من الشعراء والنقاد والمثقفين ومحبي الشعر اكتظت بهم قاعة المنتدى

29/08/2023
3:05 am
دار الشعر بتطوان تحتفي بالقصيدة المغربية في مناطق جديدة
حضور المئات من المصطافين والمترددين على شاطئ السعيدية من مغاربة العالم، وعلى الحدود المغربية – الجزائرية، أقامت دار الشعر بتطوان فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى "بحور الشعر"

29/08/2023
3:04 am
آلاء بطاينة تستعرض تجربتها ومنجزها الإبداعي في الترجمة
استضافت "دارة المثقفين ومغناة إربد" نهاية الأسبوع الماضي الأديبة والمترجمة آلاء بطاينة خلال ندوة للحديث عن أعمالها المترجمة من العربية إلى الإنجليزية
مساحة إعلانية
ياسمينة صالح : ثلاث رسائل حب استثنائية!
ياسمينة صالح : ثلاث رسائل حب استثنائية!

ياسمينة صالح : ثلاث رسائل حب استثنائية!

عندما لا يعجبك ما تقرأ، اطوي الصفحة و لا تعود إلى الكتاب!

( ألبير كامي)

الرسالة الأولى: إلى الأوطان

مع كل سنة تمضي نخسر مليون سنة منه. نخسر مليون سنة من الأحلام البسيطة و الممكنة. نخسر مليون سنة من الحب الجميل، قبالة الأشياء التي نكتشف قيمتها حين نبتعد، و نزداد غربة عنها حين نقترب! للوطن الجميل القوي/ القوي/ القوي!  المدجج بالسلاح و النفط و العملة الصعبة و العملة السهلة.. ليكذب على الشعب الفقير/ الفقير/ الفقير، و يصنع من الأعداء فزاعة للخطاب القادم، و للحرب الوهمية التي تصنع عادة حروب الأشقاء.  للوطن الذي يمنح جسمه للأجانب ليستثمروا فيه، و ليزرعوا ما شاءوا من الهباء، حين يضحكون علينا بالحضارة التي جاءت على ظهر حضارتنا، لتستبيحنا نكاية فينا و في الأعداء!  للوطن الذي يوزع الخيرات على الأجانب. يقيم الحفلات الفخمة في الفنادق الفخمة و يدفع من جيب الشرف العربي، و الشهامة العربية العذراء! للوطن الجميل/ الجميل/ الجميل الذي يطاردنا إن أخطأنا أو نسينا و ينزع منا حق الكلام و حق اليقين و حق البقاء! للوطن الذي لا يسكنه إلا الحاكم العظيم/ العظيم/ العظيم.. السعيد بالأعياد و بالمواسم و بالشعب حين يهلل بالحياة له و للوطن و لكل طقوس الانتهاء.. له أقول: أحبك جدا حين أفقد ضغينتي القومية! و أنسى جراحي الصغيرة حين ذاكرتي تشاء!!! .

***

الرسالة الثانية: إلى القومية العربية !

رائعة و مدهشة و حارة كخبز طازج. كم نشعر بالأمان في حضورك. نشعر أننا أقوى مما كنا عليه قبل ألف عام!  و أن الأعداء من ورق. و الخيانة من ورق. و الانهيارات من ورق. و أنك الوحيدة التي تظل حقيقة و جميلة و قائمة بيننا.. قائمة فينا. أيتها القومية العربية. أعجز عن وصف كم أنا سعيدة بك. أشعر أن لدي جدار قوي أتكئ عليه قبالة زلازل الكون. لن ترعب أمريكا أطفالي. و لن يسرق الصهاينة خبزهم اليومي. لأن الكنيست العربي حاضر "وقت العوزة!! " و لأن الكنيست العربي بيتنا الكبير من المحبط إلى الخليج و عزوتنا المطلقة الآن و العالم على حافة التساقط. الآن و الكون على مشارف النار. نتلمس قوميتنا العربية. حين يصرخ القدس تهب مصر و حين يتأوه السودان تهب قطر، و حين يبكي العراق تهب القومية العربية جمعاء. فكم هو جميل وجهك الحالي، و أنت "تصنعين" نكات العالم و تمنحين لأطفال أمريكا قصصا يسمعونها قبل النوم، ليضحكوا و تهدأ أحلامهم الصغيرة و يناموا نوما جميلا و آمنا. كم جميل و أنت تجعلين مجوس الهند يؤلفون النكت عنا ليتسلوا في يومياتهم الفارغة و الطويلة. كم نشعر بالفخر لأننا منك، جزء لا يتجزأ من انجازاتك و أنت تعدين الشعوب بالتغيير في العام القادم. قد نسكن في القمر بفضلك! ما أروعك!

***

الرسالة الثالثة: إلى صدام حسين

تصور! أكرر كلامي و أقول: أحببتك في لحظتك الأخيرة. لم يسبق أن كتبت عنك في حياتي. لا يمكن أن نكتب عن الحكام في النهاية، لأنهم حكاما فقط. لا تبلغهم راحة الضمير حين يحكمون، و لا تساورهم رعشة الحب حين يحكمون و حين تدوس نعالهم رؤوس الشعب باسم التضحية التي نعرفها عن ظهر قلب. و لكني أحببتك في اللحظة الأخيرة. أحببتك لأن إعدامك أذل الحكماء العرب جميعا.. هم الذين أيدوك حاكما، و راهنوا على لحظتك الأخيرة و على صورتك الأخيرة. و كم ندموا أنهم صمتوا حين ذهبت هادئا إلى حبل المشنقة!

صدام حسين. كأنك كنت تعرف أنهم سيفسدون على أمة كاملة عيدها الأكبر. تلك الأمة التي تعي جيدا أنك لم تكن نبيا و لا وليا من الأولياء الصالحين، و لكنك أخذت نهاية الكلام لحظة ارتعش القتلة بدلا عنك. عجيب أن تمشي نحو المشنقة هادئا كمن لا ذنب له. كمن لا ذاكرة له. كمن لا تاريخ له. عجيب أن تستطيع نطق الشهادتين وسط تلك الفوضى المقصود بها حرمانك من التفكير فيها.. لكنك نطقت بها مدركا أنها كلماتك الأخيرة و أنك لن تقول شيئا بعدها. صدام حسين. رحيلك بهذا الشكل صنع منك رجلا بالرغم من كل الاعتراضات و الاحتجاجات و بالرغم من كل ما قيل و ما يقال. استطعت أن تخرج حاملا قناعة مدهشة أنك لم تكن من ورق! 

كتبت بواسطة : ياسمينة صالح    28/03/2024
التعليقات