" روابط رقمية" سلسلة معرفية علمية رقمية محكمة" تُشرف عليها الأكاديمية المغربية دة. زهور كرام، وتتكون من لجنة علمية، ولجنة الترجمة من اللغات: الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية، إلى جانب مجموعة من الباحثين الشباب. تهدف السلسلة إلى نشر الثقافة الرقمية بأسس علمية، والانفتاح على التجارب العالمية، وخلق مناخ ثقافي تتفاعل فيه التجارب العربية حول الثقافة الرقمية.
ضمن منشورات روابط رقمية، صدر العدد الأول من سلسلة "روابط رقمية" المحكمة بعنوان "نحن والثقافة الرقمية"، حيث يخوض العدد في أسئلة الثقافة الرقمية من منظورات فكرية ومعرفية مختلفة، ذلك أن السلسلة تراهن كما هو وارد في الرابط الافتتاحي على ضرورة تكريس الوعي بالثقافة الرقمية من حيث هو وعي معرفي وثقافي وعلمي يعنى بالتفكير في طبيعة التحول الحاصل في الزمن التكنولوجي، ويبدأ الوعي بفهم دقيق لهذا التحول من أجل الإسهام فيه وتوظيفه بما يتناسب وتطلعاتنا الجماعية. وإلى جانب الرابط الافتتاحي تتفرع السلسلة إلى مجموعة من الروابط المتكاملة.
فتحت روابط العدد آفاقا معرفية وثقافية رقمية متنوعة، حيث سعت دراسة الأكاديمي المغربي سعيد يقطين "ترقيم التراث العربي: الضرورات والإشكالات"، إلى إبراز دور الوسائط الجديدة في بلورة علم جديد هو علم الترقيم الذي سيتكلف بتحويل النص العربي القديم من صيغته الورقية إلى صيغته الرقمية، بغية مواكبة تطلعات العصر، ومن ثم يصير التراث متاحا على الوسائط الجديدة. وفي دراسة الأكاديمي المغربيعادل حدجامي "الوجود السائل تأملات في طبيعة الوجود الرقمي" يدشن الباحث سؤالا مهما يتعلق بالكينونة الرقمية بما هي موجود يقاس على الموجود الطبيعي والثقافي، حيث قدم كشفا فينومولوجيا ينبني على خصوصية الإنسان بما هو موجود رقمي، راصدا التحديات التي يوجهها الدرس الفلسفي في مقاربة هذا النوع من الموجود.وفي دراسة الباحث والمترجم محمد أسليم "الرقمية والتحولات الثقافيـة" يرصد الباحث الطفرات التي حققتها المجتمعات، ويقف عند الطفرة الرقمية بما هي طفرة غيرت منظور الإنسان لذاته وللكون، وكيف أن هذه الطفرة أثرت في مفهوم الثقافة والهوية، ويلجأ الباحث إلى دراسة مدى انخراط المثقف العربي في هذا التحول راصدا المكتسبات والعوائق. وتطرح الأكاديمية الإماراتية فاطمة البريكي في دراستها "أدب الطفل الرقمي" أوراشا مهمة تتعلق بتجويد أدب الطفل الرقمي بما هو تجويد يشمل مستويات العناصر اللغوية وغير اللغوية بهدف تطوير وعي الطفل وصقل مواهبه.وتكشف الباحثة المصرية ريهام حسني في دراستها "ما بعد الإنسانية، الرقمية، بعد ما بعد الحداثة: النوع الأدبي و تحولات العصر" عن الفلسفة الجديدة التي يتبناها خطاب بعد ما بعد الحداثة في علاقته بطبيعة الأنواع الجديدة التي أفرزتها الرقمية. وفي دراسة الدكتور محمد نوري "الرقميات والربط العازل: تأملات في نزاعات جديدة لمشروع عالمي جديد" يفكك الباحث منظور الشركات الرقمية للإعلام والعمل والصحة والدولة والتعليم والأمن، وتروم الدراسة الدفاع عن مكانة الإنسان الجديد في المشروع العالمي الجديد القائم على فرض الهيمنة.وفي دراسة الباحثة السعودية أمل التميمي "تحولات الأعراف الأدبية والثَّقافية في السِّيرة الذَّاتيّة الرقمية بعد ثورات الربيع العربي"، ترصد الباحثة تحول الأعراف الأدبية في خطاب السيرة الذاتية الرقمية، وتقارب قضايا السيرة الذاتية في الوسيط الرقمي.وفي دراسة الباحثة المغربية بشرى زكاغ "في حضرة التكنولوجيا:نحو مجتمع تكنو اجتماعي أكثر انفتاحا وتحررا" تواكب انتقال المجتمع من صيغته الواقعية إلى صيغته الافتراضية، بما هو تحول في المكان والزمن والفرد والتفاعل.
إلى جانب روابط الملف، تدشن السلسلة رابطا آتيا من ضفة أخرى ترجمه المترجم المغربي رشيد برهون، ويتعلق الأمر بترجمة مقال لجان كليمون "الأدب في مواجهة مجاهيل العالم الرقمي" الذي يتوقف عند رصد المتغيرات التي رجت بعمق مجالي النظرية والممارسة الأدبية، ضمن ما يصطلح عليه باسم الأدب الرقمي. أما الرابط الحواري فتستضيف فيه الدكتورة زهور كرام رائد الإبداع الرقمي في العالم العربي المبدع الأردني محمد سناجلة لتناقشه في أسئلة الولادة والمسار، وتفتح السلسلة رابطا يتعلق بالمكتبة الرقمية، حيث اختارت السلسلة أن تتابع بعض الإصدارات التي تطرح سؤال الرقمي، فقرأ الباحث عماد الورداني كتاب "الأدب الرقمي" الذي جمعه وترجمه الدكتور محمد أسليم، وقرأ الباحث محمد العناز كتاب "مدخل إلى الأدب التفاعلي لفاطمة البريكي"، وقرأ الباحث عبد العزيز بنار كتاب "من النص إلى النص المترابط لسعيد يقطين"، وقرأ هشام رحمي "الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية لزهوركرام"، ويختتم العدد الأول من السلسلة برابط مستقبلي، يقدم فيه أرضية العدد القادم التي تروم رصد إشكال الأدب الرقمي ونظرية الأدب.
