أخبار الاتحاد
29/08/2023
3:07 am
بيت الشعر بالشارقة يستضيف القطراوي ورفعت والحويجة
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، وبحضور لافتٍ من الشعراء والنقاد والمثقفين ومحبي الشعر اكتظت بهم قاعة المنتدى

29/08/2023
3:05 am
دار الشعر بتطوان تحتفي بالقصيدة المغربية في مناطق جديدة
حضور المئات من المصطافين والمترددين على شاطئ السعيدية من مغاربة العالم، وعلى الحدود المغربية – الجزائرية، أقامت دار الشعر بتطوان فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى "بحور الشعر"

29/08/2023
3:04 am
آلاء بطاينة تستعرض تجربتها ومنجزها الإبداعي في الترجمة
استضافت "دارة المثقفين ومغناة إربد" نهاية الأسبوع الماضي الأديبة والمترجمة آلاء بطاينة خلال ندوة للحديث عن أعمالها المترجمة من العربية إلى الإنجليزية
مساحة إعلانية
الكوزموتكست.. بين التأصيل الكلاسيكي والتجريب الرقمي وأوهام الريادة
الكوزموتكست.. بين التأصيل الكلاسيكي والتجريب الرقمي وأوهام الريادة
الكوزموتكست.. بين التأصيل الكلاسيكي والتجريب الرقمي وأوهام الريادة

د. فاطمة كدو / المملكة المغربية

 

  تشهد الساحة الأدبية الرقمية العربية في الآونة الأخيرة ،حركة نشيطة على مستوى تدبير مكونات المنظومة المفاهيمية ، التي هي في طور التشكل والتجريب في عالمنا العربي . وهذا مؤشر صحي سيساهم في دينامية التنظير للأدب الرقمي ، ومحاولة البحث عن مفهوم/ مفاهيم موحدة ، بدل هذا الشتات في المفاهيم : الأدب الديجيتالي / الأدب المعلوماتي / الأدب الرقمي / الأدب الإلكتروني / الأدب الشبكي...

   لكن لا أخفي صعوبة تحقق هذا المفهوم الموحد في إطار فضاء تكنولوجي سمته الأساسية : الحركية للدرس الأدبي الرقمي بالجامعة " ، حيث أصبحت المعلومة وآليات تداولها وتحليلها عبر الفضاء الأزرق ، في ملك الجميع ؛ عكس المعرفة المتداولة من خلال المنشورات الورقية ،نظرا لمحدودية انتشارها بالمقارنة مع محتويات ومضامين شبكة الإنترنيت ، وسرعة التفاعل إرسالا وتلقيا . ونظرا للسمة الآنفة الذكر التي يتسم بها الفضاء الأزرق على المستوى التكنولوجي ، فإنه يصعب فعلا تقديم مفهوم محدد للأدب الذي يتخذ من التكنولوجيا والنشر عبر شبكة الأنترنيت وسيلة جديدة للتواصل.لأن الوعاء التكنولوجي الذي يحتضنه ، سريع التغيير من خلال مكوناته ، وكذا الإمكانيات التقنية المتعددة التي تتاح أمام النص السردي بصفة خاصة ، والأدب بصفة عامة ؛ حيث يغير هذا النص تشكله وفق نظام البرمجيات الذي يعرف بدوره تطورات سريعة جدا . وفي هذا الإطار سنعرض بعض المصطلحات التي تم طرحها مؤخرا من خلال ملتقيات ومؤتمرات دولية ، على أساس أنها مفاهيم مبتكرة .

    يتعلق الأمر بمقالين ، الأول لأحمد سعيد طنطاوي الصادر عن بوابة الأهرام الإلكترونية بتاريخ الجمعة 9 يونيو 2017 ويحمل عنوان " مصرية تطلق مصطلحا أدبيا جديدا في ملتقى دولي بفلادلفيا" .أما المقال الثاني ( لم يرد ذكر صاحبه ) هو عبارة عن مراسلة تم نشرها بالبوابة الإلكترونية ميدل إيست أونلاين تحت عنوان " باحثة مصرية تطلق مصطلح الكوزموتكست في أهم ملتقى دولي للأدب واللغة " ؛ يتعلق الأمر بالباحثة ريهام حسني . شخصيا أثمن هذه الاجتهادات التي تنحو نحو تقديم تصورات مفاهيمية واصطلاحية للتحولات الجديدة التي يعرفها النص الأدبي في علاقته بالتكنولوجيا ؛ لكن الذي أثارني هو أن هذه المصطلحات، هي قديمة جدا ، تم تداولها منذ نهاية القرن 17 الميلادي ، فهي لا بالجديدة ولا المبتكرة . وكل ادعاء يدعي غير ذلك ، فهو يضع قطيعة معرفية وتاريخية مع سياقها  الإبستيمولوجي الذي أنتجها منذ مئات السنين، أتحدث هنا عن مصطلح  الكوزموتكست/ الكوزمو - أدب…الذي تم تداوله في المقالين على أساس أنه "مصطلح جديد " . وهذا ما دفعني – من خلال هذا المقال – إلى الرد على هذا الطرح ، وهذه الاحتفالية المبالغ فيها دون سند معرفي دقيق ، ودون قراءة فاحصة لتاريخ الأدب وتاريخ الأفكار ، من خلال مدارس الأدب المقارن ، والأدب العام ؛ وبالخصوص ما أنتجته المدرسة الفرنسية ، لتدبر مفهوم الكونية وعلاقة الأدب / الآداب به ، وأهمية الدرس المقارن في معالجة كونية الأدب من خلال التطورات التي يعرفها الدرس الأدبي في علاقته بعلم البرمجيات وتطويعه للنص الأدبي كي يواكب تطورات العصر .

   لا يهدف هذا المقال إلى النقد المجاني ، بل هو يذكر بأهمية الاطلاع على تاريخ الأفكار ، وما تم إنجازه في عالم الترجمة بفرنسا على وجه الخصوص  وأوروبا عموما ، وهو تراكم معرفي يقعد ويؤسس للتحولات التي يعرفها الأدب حاليا في ارتباطه بالتكنولوجيا ، وبمفهوم "علم الأدب " . من هنا نتساءل :

 1/ هل يمكن اعتبار مصطلح الكونية / الأدب الكوني / النص الكوني ....إلخ هو فعلا وليد الفترة التي نعيشها ، التي تسمى (ما بعد- بعد) حداثة ، (نسجل تحفظنا على هكذا تسمية) ؟

2/ وبالتالي هل يمكن اعتبار الكوزموتكست text+ cosmoهو فعلا وليد التعاطي مع الوسائط الجديدة،     أو الجديدة جدا ؟ أليست له خلفية معرفية تاريخية سابقة لعصرنا ؟

    لقد شهد القرن 17 إنتاجا غزيرا في الترجمة ،خصوصا في نصفه الثاني .فقد مكنت الترجمات العديدة ، الفرنسيين ، ومن خلال مختلف الأنواع الأدبية من التعرف على كتاب مهمين غالبيتهم من بريطانيا  ، خصوصا في الفترة الممتدة ما بين  1680 و 1730 ، حيث كانت فرنسا تعرف فقط الأدب الإنجليزي من خلال ترجمات أعمال Barkay1617/ Sidney 1625/ Bacon 1619....وآخرون . بعدها تغرت الوضعية خصوصا مع بداية القرن 18 لتي وصفها  Philippe – Adrien Van tieghem(الإبن) "بالأفق الأدبي الواسع" حيث انضافت إلى لائحة الترجمات الخاصة بالآداب الأجنبية التي تعرف عليها الفرنسيون ؛ الأدب الإيطالي والإسباني والألماني ( انظر كتابه : les influences étrangères sur la littérature française ''1550- 1880'' Paris –presses universitaire de France 1961). وقد لاحظ Paul Van Tieghem  ( الأب) بأنه " في هذه المرحلة تضاعفت الترجمات بشكل كبير ، وأصبح التواصل الثقافي أكثر حميمية ، حيث تأسست الجرائد الأدبية في كل مكان وأصبح مفهوم "جمهورية الأدب " حاضرا بشكل تلقائي في نفوس ومشاعر العديدين ، وغدا الكوسموبوليتيسم ( le cosmopolitisme) / cosmo littérature / cosmo culturel، من العلامات المهيمنة على هذا القرن " (انظر كتابه la littérature comparée- Paris – librairie Armand Colin -1951 4éme édition-)   ( الطبعة الأولى كانت سنة 1931). وفي سنة 1734 وصف Voltaireهذه النهضة في مجال الترجمة بأن لها قيمة ، تتجلى في " توسيع ذوق الفرنسيين" . مع ملاحظة أنه في هذا القرن ، كانت الترجمة تتم في نفس سنة صدور الكتاب في بلده الأصلي ( بريطانيا / إيطاليا/ إسبانيا ....) . ونشير أيضا إلى أن دخول الأدب الألماني إلى فرنسا كان متأخرا بالمقارنة مع باقي دول أوروبا ، وذلك راجع إلى عوامل تاريخية واجتماعية وسياسية ؛ حيث هيمنت أحاسيس ومشاعر التجاهل والاحتقار من قبل الفرنسي المثقف اتجاه الأدب الألماني واللغة الألمانية . وابتداء من 1776 بدأ الفرنسيون يتعرفون على Goethe  من خلال ترجمةWerther  الذي عرف نجاحا كبيرا ، ثم على Schiller   وLissing وWieland  . ثم اانفتح المجال أكثر من خلال ترجمات للأدب البرتغالي  والصيني ، وعلى ألف ليلة وليلة في 12 مجلدا من إنجاز Antoine Galland  ؛ لكن هذا الانفتاح على قارات أخرى ظل محتشما بالمقارنة مع الترجمات داخل أوروبا ، ويعود ذلك بالأساس إلى ضعف التبادل الثقافي مع باقي أقطار العالم .

  وقد كان الهدف من البحث في آليات التأثير من خلال الآداب الأوروبية هو البحث في الفترة المذكورة آنفا (القرن 17 و 18) عن مختلف الآداب في علاقاتها ببعضها البعض ، وليس البحث في كل أدب على حدة . وقد نبه Philipe van tieghem  إلى أن الأدب في أوروبا لم يتطور داخل حلقة مغلقة ،بل من خلال تبادلات ثقافية متواترة ، ابتداء من القرن 16 ، وذلك رغم اختلاف اللغات ، والخصوصيات الإثنية، وحساسية صورة كل شعب عند شعب آخر ، لأن الكتاب كانوا يتكلمون لغة تناظرية ، وكان لهم في أعماق وعيهم إرث مشترك .

  وهنا ، لابأس من التذكير بريادة فرنسا أوربيا وعالميا في مجال الترجمة ، والانفتاح على ثقافات أخرى من خلال حقل نقدي / تنظيري ، هو الأدب المقارن ، الذي هو مدرسة قائمة بذاتها .وقد لقيت الترجمة كآلية للانفتاح على الآداب الأجنبية ، دعما قويا من خلال صدور مجلات أطلق عليها وصف الكوسموبوليتية .فقد ظهرت سنة 1754 أول مجلة أدبية متخصصة بعنوان "Revue cosmopolites" و "le journal étranger" حيث عرفت القارئ الفرنسي على كتاب عديدين من مختلف الثقافات ، وتمكنت من تجميع عدد كبير من المترجمين  ، من أجل العمل على جعل النصوص "textes"في متناول الجميع أي كوسموبوليتية /كونية /عالمية ...محطمة بذلك الحدود الفاصلة بين الدول والقارات ، متجهة نحو البحث عن آفاق جديدة لتفعيل " المثاقفة l'interculturel  طارحة أسئلة عن ماهية الأدب الوطني / الاداب الوطنية ، في علاقتها بالآداب الأجنبيىة والكونية.

   إن مفهوم الكوسموبوليت قديم جدا تم تداوله على امتداد مئات السنين ، وليست مرحلة التكنولوجيا ، أو مرحلة ما بعد – بعد الحداثة كما يحلو للبعض تسميتها ( أي المرحلة التي نعيشها الآن ) هي التي دفعت الباحثة ريهام حسني إلى ابتكار هذا المفهوم . مع ملاحظة أن مفهوم " ما بعد – بعد الحداثة " أجوف خال من أية دلالة ، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يكون هو الوسم الصحيح لهذه المرحلة ، حتى لو تكررت كلمة " ما بعد " عشرات المرات .وفي اعتقادي أن الحداثة لا زالت مستمرة ، لكن في اتجاهات مغايرة مرتبطة بالإعلام والتكنولوجيا والاتصال ( لا يسع المجال هنا للتفصيل في الموضوع ) . ومن جهة أخرى ، يمكن اعتبار أن النص الرقمي له وضع كوسموبوليتي على مستوى تواجده / نشره على الشبكة العنكبوتية / الإنترنيت شريطة أن يكون مترجما إلى عدة لغات تمكن القارئ من التفاعل معه وتحقيق كوسموبوليته /كونيته /عالميته ...فمثلا النصوص الإبداعية لرائد الكتابة الرقمية في العالم العربي محمد سناجلة ،لا يمكنها أن تكون كوسموبوليتية ولا عالمية ولا كونية في غياب ترجمتها إلى لغات أخرى. وليس كما ذهب إلى ذلك ساندي بالدوين الذي علق على الكوزمو- أدب بأنه " سياق أدبي جديد ينطلق من نظرة كونية لثقافات العالم المختلفة وتمثلها في نص أدبي واحد  اعتمادا على الوسائط الجديدة جدا " ، نتحفظ على كلمة جدا على أساسا أن الوسائط الحالية هي جديدة وكفى ، أما سابقاتها فإنها تقادمت وتلاشت من التداول تلقائيا بحكم سرعة تحولات التكنولوجيا كما أسلفنا ، وهي التي في اعتقادي  لن تمكننا على المدى القريب والمتوسط من تحديد مفهوم موحد للأدب المعالج من خلال البرمجيات ، وستبقى الاقتراحات المفاهيمية مجرد آليات تجريب يتم تداولها لتحليل النصوص الأدبية في وعائها التكنولوجي . مؤكدين أن هذه الوسائط الجديدة : الفيسبوك وتويتر واليويتيوب ...قد تعطي خطابا عالميا جديدا يجمع بين الشعوب  و ثقافاتها ، لكنها لا يمكن أن تنتج أدبا كونيا بمواصفات رقمية وبرمجية  ، خصوصا في عالمنا العربي ، حيث نسجل الملاحظات التالية :

-         قلة الإبداعات الرقمية : رواية / شعر/ قصة.. رغم الانفتاح على تجارب غربية ، وسهولة الاطلاع عليها عبر شبكة الإنترنيت .

-         ضعف عدد الكتاب الرقميين ، وعدم وجود تراكم إنتاجي لديهم ( باستثناء محمد سناجلة ) يمكن من تقييم التجربة ونقدها .

-         وفي مقابل هذا، نجد إنتاجا غزيرا على مستوى التنظير والترجمة (كتب ومقالات )، دون مقاربة تحليلية جادة للإبداعات الأدبية الرقمية .حيث تنحصر أغلب التحليلات والدراسات  داخل الجامعة ، من خلال البحوث التي ينجزها الطلبة ، والتي تظل حبيسة هذا الفضاء، وبالتالي لا يتمكن القارئ العربي من الاطلاع عليها .

-         غياب الترجمة في هذا الحقل الإبداعي ؛ وبالتالي لا كونية ولا كوسموبوليتية أدبية في ظل غياب مترجمين للأدب الرقمي ، وبالتالي لا ننتظر أن  تكون لأعمال محمد سناجلة حظا من العالمية - كما أشرنا سلفا – دون ترجمة لأعماله كي يتعرف عليها القارئ الغربي .

  وبالتالي ، تظهر امامنا هذه الهوة الكبيرة بين عالمين رقميين : أحدهما يجتاز الحدود إلى عالمنا العربي من خلال اللغة الفرنسية والإنجليزية ، لأن التاريخ الاستعماري للعالم العربي مكن من نشر لغته على أكثر من صعيد وفضاء ؛حيث تمكن القارئ العربي من الاطلاع على الآداب الرقمية الأجنبية في لغاتها الأصلية ؛ في حين ظل الآخر / الأجنبي بعيدا عن اللغة العربية ( تعلما و دراسة ) ، وبالتالي غير مطلع على الإنتاج الإبداعي الرقمي العربي ( على قلته) وظروفه ومكوناته وآفاقه ؛ وإذا ما سألنا ساندي  بالدوين عن معرفته بمحمد سناجلة وإنتاجاته الرقمية ،فإن رده طبعا سيكون بالنفي  بالتأكيد .

   وبالعودة إلى كلام ساندي بالدوين عن الكوزمو- أدب باعتباره سياقا أدبيا جديدا ينطلق من نظرة كونية للثقافات على الوسائط الجديدة ، على حد تعبيره ، فإننا نسجل الملاحظات التالية :

-         إن الكوزمو- أدب / الكوزمو- نص وغيرها من المفاهيم ، ليست بالسياق الأدبي الجديد وقد شرحنا سلفا ذلك ، وقدمنا السياق التاريخي والمعرفي لهذه المفاهيم .

-         إن "النظرة الكونية " لثقافات العالم المختلفة ، لا يمكن تحققها في غياب تمكين الثقافات التي عاشت ردحا من الزمن تحت الوصاية الكولونيالية ، من التعبير عن ذاتها ، ورفع صفة الدونية والتهميش عنها

-         تعتبر الترجمة البوابة الأساسية والفاعلة لتحقيق هذه " النظرة الكونية" ، وفي غيابها ، "غياب للمشترك الإنساني " ؛ الذي نعتقد أن التكنولوجيا ومن خلالها الوسائط الجديدة ، يمكن أن تساهم في بنائه ، من خلال تحقق نص أدبي رقمي قادر على استيعاب هذا المشترك الإنساني .

-         إن تحقق انتقال مفهوم الكوزموبوليتية من طابعه الكلاسيكي كما قدمناه منذ ظهوره خلال القرن 17،  إلى طابع حديث / جديد في العالم التكنولوجي ،  لا يمكنه التحقق إلا من خلال مؤسسات تشاركية / عالمية /قارية/ إقليمية ، متفاعلة ، تسهر على خلق حوار جاد أساسه تكامل الثقافات، والحق في الاختلاف ثقافيا وحضاريا . وللجامعات دور أساسي في هذا الجانب المؤسساتي ؛ و  الدول العربية  مدعوة بقوة إلى المساهمة في دعم الجامعات كي تنفتح على مقاربات جديدة لتجارب مختلف الجامعات في العالم ، من أجل تأسيس وعي جديد ب "المشترك الإنساني " في بعده الكوني . 

كتبت بواسطة : محمد سناجلة    28/03/2024
التعليقات

لا يوجد تعليقات

 
اضف تعليقك
الإسم الكامل
العنوان
المحتوى
 
شات
شات
صقيع
صقيع
ظلال الواحد
ظلال الواحد
مساحة إعلانية